كان البرد شديدا جدا. والثلج يتساقط في تلك الامسية. وفي دلك البرد القارس والضلام الشديد. وكانت طفلة تجوب الشوارع . مكشوفة الراس حافية القدمين. انها لم تكن حافية حينما غادرت بيتها. لقد كان في قدميها حداءان . ولكنهما لو بكونا يفيدانها. كانل في الاصل حداءين لوالدتها. وكانا واسعين ممزقين. ولدلك سقطا من قدميها. بينما كانت تحاول ان تعبر الشارع بسرعة لتتجنب الوقوع بين عربتين كادتا تتصادمان وعادت تبحث عنهم فوجدتهما قد اختفيا وهكدا اضطرت ان تسير حافية. وكانت تحمل في ثوبها عددا من علب الكبريت. وفي يدها واحدة منها . ومضى النهاركله ولم تبع علبة واحدة ولم يحسن احد اليها بمال وهي تعاني الجوع والبرد وتورم خداها واخد الثلج يتساقط على شعرها الاشقر الطويل الدي تناثر على عنقها خصلا جميلة.
وفي زاوية بين بيتين. جلست الطفلة وثنت ساقيها تحتها لتدفئهما ولم تكن تجرؤ على العودة الى البيت بعلب الكبريت التي لم تبع منها شيئا خوفا من ضرب ابيها.
كادت يداها الصغيرتان تيبسان من شدة البرد. ودكرت الكبريت وما فيه من دفء . فتناولت عودا واشعلته كان ضوءه جميلا يبعث الحرارة وكان اشبه بشمعة صغيرة و بعثت الشعلة الدفء في اليدين الصغيرتين المجمدتين وخيل اليها والضوء يتراقص بين يديها انها جالسة بجانب مدفاة حديدية كبيرة والنار تشتعل فيها متصلة هادئة . واخدت الطفلة تمد ساقيها لينالهما الدفء ايضا ولكن الشعلة انطفات واختفت المدفاة الحديدية الكبيرة التي تراءت في خيال الضفلة السادج ووجدت نفسها وليس في يديها غير عود الكبريت المحترق فاشعلت عودا اخر وعادت فاشعلت عودا تالتا فانار كل ما حولها وفي ضوئه تراءت لها جدتها العجوز تشع بالنور. طيبة حنونا كما كانت دائما فهتفت الطفلة ... جدتي خديني معك انا اعلم انك ستختفين حالما ينطفئ عود الثقاب واسرعت الفتاة فاشعلت جميع العيدان التي كانت في العلبة الواحدة كانت تريد ان تبقى جدتها لديها وقتا طويلا فاعطتها عيدان الثقاب الكتيرة نورا اكتر كانت كانها في وضح النهار وبدت لها جدتها اجمل مما كانت من قبل ... ومدت الجدة دراعيها فحملت الطفلة بينهما و طارتا معا عاليا في السماء حيث لا جوع ولا برد ولا عناء...